فتوكّل على اللهِ إنّك على الحقِّ المُبين

 في الآية إرشاد إلهي واضح للنبي صلى الله عليه وسلم بالتوكّل عليه في تبليغ الرسالة والدعوة إلى الإسلام مهما تكالب عليه الأعداء من غير المُناصرين، فهو يدعو إلى دين الله الحق ظاهِراً لا مِرية فيه ومَن يدعو إلى ما أتى الله به من الحق أحقُّ بالتوكل عليه من غيره. عندما انتقلت بِدراستي من منطقتي التي نشأت بها إلى منطقة أُخرى كانت أفكاري التي أقوم بِطرحها للمؤسسة التعليمية التي أنتمي إليها كثيراً ما تُواجه بالرفض وكانت الأسباب تعود إلى عدم رؤية المسؤولين ظاهريّاً للنفع فيما أطرح على الرغم من أن تلك الأفكار لم تكن تُقابل بالرفض في المؤسسات التعليمية اللاتي كنت أنتمي إليهن في منطقتي الأُم. في يومٍ ما أصررت على تحويل ما قمت بِتدوينه من أفكار إلى أعمال تُنفّذ على أرضِ الواقع مهما قوبِلَت بالرفض، فقمت برفع خطاب إلى مكتب تعليم المنطقة للنظر والتدقيق في ما أريد القيام بتنفيذه والذي لم يُقبل من المؤسسة التعليمية التي أنتمي إليها. في ظرف شهر استلمت الموافقة العُليا من المكتب وبذلك وافقت المؤسسة وتم بحمدِ الله تعالى تنفيذي للعمل في صورته الأضخم على مستوى المنطقة بحُضور كافة مكاتب تعاليم مُحافظات المنطقة. إنني لم أتطرّق إلى ذِكر العمل أو طبيعته لأنني لا أُريد نقل صورة التمجيد أو التعظيم لِنفسي بل لأؤكد على أن مَن توكّل على الله وابتغاه فيما عمل (وإن لم يُرى ذلك ظاهريّاً) سيستطيع البُلوغ مهما كانت العقبات، ثم إن ابتغاء الله في العمل هو الحق الذي مَن تبعه كان أحق بالتوكل على الله كما ذكرت آنِفاً وِفقاً لِتفسير السعدي للآية. كنت أعلم أن الغاية مما أسعى إلى تنفيذه أسمى مما رآه البعض بصورة سطحية وأن الهدف من ذلك تثبيت مفاهيم ومبادئ أساسية لدى الإنسان في جميع جوانِب الحياة .. وقد تم بفضلِ الله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

والله يعلمُ وأنتُم لا تعلمون

وعِبادُ الرحمن الذين يَمشون على الأرضِ هَوناً وإذا خاطبهم الجاهِلون قالوا سلاماً