وإنّه لهُدىً ورحمةً للمؤمنين

 أؤمن أن الهُدى، كل الهدى، بين ثنايا طيّات صفحات القرآن الكريم. عندما أمُر بضائقة لم يسبِق لي أن مررت بها وأتوه في تحديد الطريق الصائبة لعُبورها، أعود إلى آيات الكتاب العظيم وإلى ذلك الذِّكر المحفوظ منذ 14 قرناً. ما أن أبتدئ بقراءة السورة التي تحمل آياتها قصة تشابه خطوطها العريضة تلك المكوِّنة لقصة ضائقتي حتى يغمرني الإلهام الإلهي ويرشدني إلى جادّة الصواب. لدي إيمان عميق بأن مفاتيح الحلول لتِلك المشاكل والمصائب التي تُنغِص علينا حياتنا توجد في القرآن الكريم وإن لم يكن يوجد المفتاح بتوجيه إلهي صريح فإن خارطة الطريق الموصلة إليه ستكون هي البديل عنه، وفي هذا إشارة صريحة لأهمية إعمال العقل وتطبيق فقه القياس على مسائل القرن الواحد والعشرين لتُثبَت كلمة الله بأن الإسلام هو الديانة السماوية الخاتمة والأخيرة والتي تواكب وتجاري جميع العصور لمُختلَف الأمم مهما تعدّدت واختلفت اللهجات، الأشكال، والألوان.

إن من رحمة الإنسان بنفسه أن يتّبِع التعاليم الإلهية ويطبقها لتتحقق له بها أقصى درجات السلام وعَيش أقل درجات المُكابَدة الدنيويّة، لأن الروح رداء شفاف رقيق يكسونا من الداخِل وينعكس مدى طُهره علينا من الخارج، نحن لا نُبصِره ولكننا نشعر ما إن أهملنا الاهتمام به وإعادة تطهيره من كثرة الشوائب عليه ثم ارتدائه بالطريقة الصحيحة. إن كثرة الذنوب والانغماس في الشهوات واتّباع ملذّات الدنيا هي تلك الشوائب التي تُدنِّس أرواحنا عن طُهرها الفطري ولنعود إلى أرواحنا الطاهرة علينا تركها والابتعاد عنها. الجدير بالذكر هنا هو أن الترك أو الابتعاد عن الذنوب لن يتحقّق في يوم وليلة! بل هي عملية تتابُعية تبدأ بصدق النية في الإقلاع عن الذنب وتُتَوّج بالنجاح في استمرارية الإقلاع عن الذنب.

يقول داوود الطائي : "ما أخرج الله عبداً من ذُل المعاصي إلى عِز التقوى إلَا أغناه بلا مال، وأعزّه بلا عشيرة، وآنسه بلا بشر".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فتوكّل على اللهِ إنّك على الحقِّ المُبين

والله يعلمُ وأنتُم لا تعلمون

وما أُبرّئ نفسي إن النفس لأمّارةٌ بالسوء إلّا ما رحِم ربّي