مالِكِ يومِ الدِّين

 إن ملكت ما ملكت في حياتي ولم يُخالط ذلك الشعور شعوراً بالروحانيّة؛ فإنّني حينها مملوكة لِتلك الجمادات لا أملك لنفسي ضرّا ولا نفعاً، لأن شعور التملُّك إن لم يصاحبه شعور بأن الله هو المالِك الأول وصاحب الفضل والمُتفضِّل في اكتساب هذه النعمة فإنه يتحول إلى شعور بالكبرياء خفي ويتفاقم تدريجيّاً دون أن يشعر الإنسان.

ملكت نِعِماً كثيرة بِفضلِك لا أُحصيها يا الله، صحة، مال، ستر، قوة، والدين، إخوة، وطن، أمان، ودين ...

وإنّي أُشهِدُك أنّك مالكها وأنها أمانةً لدي أستخدمها فيما يُرضيك لأرفع راية ديني وأُعلي كلمتك الحق، إنك مالك قلبي وأعلم بسِرّي وما تكنّه نفسي.

أعتقد (والله أعلم) أن الآية هُنا دلالة واختصاراً شديداً على أن كل ما في هذه الدنيا منذ أن خُلِقت إلى فنائها مُلك لله، وذلك لأن الإشارة إلى يوم الدين وهو يوم القيامة هي إشارة إلى انتهاء هذه الدنيا بِما فيها ومِن المُتعارف عليه أن العِبرة والحق دائماً تؤخذ بنهاية الأمور، فعلى سبيل المثال : طالب في كلية الطب أخفق في سنته الأولى لِعدم درايته الكاملة بالتخصّص وكيفية التعامل، البحث، القراءة، والاطّلاع في جوانبه ولكنه بانتهاء تلك السنة أدرك أسباب تعثُّره وعلِم أين الثغرات فعمِل على سدّها عندما أعاد عامه الدراسي ذاك وأكمل طريقه بِنجاح حتى النهاية وأصبح طبيباً فالعِبرة هنا ليست بِنقص البداية وإنما باكتمال النهاية والحق أنه أصبح طبيباً وكذلك الدنيا وبداية دبّ الحياة على الأرض وتوالي العصور والأزمِنة والأنبياء والرّسالات وعدم اكتمال الجوانب الدينيّة في حياة الخلق حتى أتى الله بالإسلام مُكمّلاً ومُتمّماً لِجميع الديانات وعليه يموت الناس وعليه يُبعثون يوم الدين وبذلك فإن الله مالك كل شيء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فتوكّل على اللهِ إنّك على الحقِّ المُبين

والله يعلمُ وأنتُم لا تعلمون

وما أُبرّئ نفسي إن النفس لأمّارةٌ بالسوء إلّا ما رحِم ربّي