يا أيّتُها النفس المُطمئنة ارجعي إلى ربكِ راضيةً مَرضيّة

إنّني لأعجَب من رُدود أفعالِ مُعظَم الذين يفقدون شخصاً أو حتى أشخاصاً لهم مهما كانت قدرهُم أو معزّتهم، تلك الرّدود التي لا تُمثِّل عبداً مؤمناً قانِعاً راضياً بقَدَر الله تعالى من النحيب، العويل، السخَط، الجزَع، اللّطم، وغيرها من الأفعال التي لم يُنزِل الله بها من سلطان! أعجب لِتلك الأفعال والله قد وصف حال نفس مَن قُبِضت روحه بالاطمئنان والاطمئنان يُعزِّز الشعور بالأمان، وكيف لا يكون أماناً بل وتشريفاً أن تُقبض روح المرء ليلقى ربّه الذي كفل عَيشه حيّاً يُرزق فكيف إذا ما أصبح في اللحدِ وحيداً عاجِزاً لا حَول له إلا بِه، أتظُن أن ينساه؟

ألا يعلم أولئك الساخطون أن رحمة الله قد أدخلت امرأةً بغيّاً الجنة بسبب سُقياها ماءً لكلب؟

ألا يعلمون أن الله قد جبل الإنسان على الرحمة، إذاً فكيف بِرحمته عزّ وجل؟

قبل ست سنوات من الآن في عزاء جدتي الذي حضره كثيرٌ من الناس، أذكر جيّداً إحدى خالاتي التي كانت تُجسِّد المعنى الحقيقي للصبر والقوة، لم تكُن تبكي بصوتٍ مسموع أو تدخل في نَوبات من الإغماء ونفزع هرعاً لإغاثتها بل كان بكاؤها وحُزنها في قلبها وإذا اشتد عليها ذلك الحزن تساقطت من عينيها بِضع دمعات سريعاً ما تقوم بِمسحهِن والذهاب لصلاة ركعتين تُخفف من حُزن نفسها، إنها لم تكن كالآخرين من الناس الذين يعلمون نظريّاً فقط أن العبد عند ربِّه في مكانٍ أفضل من مكانه في الدنيا مهما كانت هذه المكانة الدنيوية بل أدركتها يقيناً وانعكس ذلك الإدراك عليها جليّاً أمام الجميع عند وفاة أحب الناس إلى قلبها (والدتها) .. أعزّ الله شأنكِ يا خالتي سميرة. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فتوكّل على اللهِ إنّك على الحقِّ المُبين

والله يعلمُ وأنتُم لا تعلمون

وما أُبرّئ نفسي إن النفس لأمّارةٌ بالسوء إلّا ما رحِم ربّي