خاطرات الشهْد

وأشعُر أنّها أُغلِقت وضاقَت فاستحكمَت ولا لي حول أو قوة إلا بِحبلٍ منك، إن انقطع تُهت وضعت وفقدت بِذلك الكثير من أنعُمِك. أعلم جيِّداً يا ربِّي أنك لا تجعل نفْس عبدٍ مِن عبادك تعتاد أمراً لِتُذيقها مرارة فقدِها إيّاه، لذلك سأنتظر مدى الساعات، الأيام، والشُّهور فَلرُبَّما فاجأتني بِعودةِ ما فقدت أضعافاً مُضاعفة. اللهم ارزُقني صبر نبيِّك أيوب على البلاء والشقاء والمِحن فإن نفسي لم تعتَد مثل هذه الكُروب، ويبدو أن بلائي قد ابتدأ مُنذ مدة ولِشدة التهائي بِما وهبتني حسَبتُ أنه دائم. أخُط أحرفي ندماً وطمعاً بِرحمتك، لن أيأس أو أقنط منك لأنني أعبدُك حباً ويقيناً، قد صدَقت في قولِك : "إنَّ النفس لَأمّارة بِالسوء" وإني أشتكيك نفسي .. تلك الأمانة التي وهبتني إيَّاها لِأُحافظ عليها وأعتقد أني بِجهلي دمرتها. هَب لي بصيرةً ونوراً وهدىً من لدُنك لا أرتدُّ بعده أبداً، فإنك يا الله أكبر من أن تحرمني لِجهلي وطَيشي وعثرتي، أدعوك رجاءً أن تحفَّني ملائكتك من كل جانِب وفي كل وقتٍ وحين، اغمُرني أماناً لا أُشرَّد بعده أبداً بين متاهات الدُّنيا وصِعابها واجبُرني جبراً يليق بِك يا جبَّار، جب

هُنا أخُطُّ بسمِ الذي فطرَك طمعاً أن يهديك ألّا تكبُر الدُّنى بِداخلك؛ فًتلهو عن البَصيرةِ مُقلتَيك قلبي .. إنَّ الأيام سَتحلو ولكن في بَيتِ مَن ثنَّى حُجرتَيك دمعي يخُطُّ الأسى يرجو توبةً تُعاد بها الرُّوح إذ تنبِض بما لديك يا الله من الحُبِّ، الإلهام، والشَّغف والوجدان والبصيرة فَتكون الحِكمة إليك ضائعةٌ يا ربِّ وأتيتُ أسألُك الهدى إن ضالَّتي بين يدَيك قلِّبه قلباً ليِّناً، توَّاباً أوّاباً يُبصِر بِعينَيك إن تكُن نوره فإنه لا يَضِل لو دامت الشياطين والإنس مَقتاً لا أرجو خلاصه إلا بِلُطفيك يا الله قد أهلكتني كُبرى نِعمتيك قلبي تُضِلُّه الحياة وملذّاتها ولا يستشعِر لذّةً ما لم تكن ترضى عنها؛ فمُدّ لي بِيديك وعقلي يرى فِعله إذ أنرته من ذي قبلٍ وأتممت عليه نعمتك يرقُب على الكتفين ملكَيك ولكن القلب غلَب العقل وماج في رِحابِ الدُّنى حتى ظَن أنه يتقلَّب بين راحتَيك ربِّي وفاطر قلبي إنَّ عيدي ليس عيداً ما لم تهدِ فؤادي بِماءِ مُقلتَيك ثبِّتني وسدِّد رميي في الحياة وإلى المَمات فلا أُهزم ما دام النَّصر منْك .. لبَّيك.