المشاركات

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين

  اللهم لك الحمد كلُّه، ولك الشُّكر كله، وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسِرّه، فأهلٌ أنت أن تُحمد، وأهل أنت أن تُعبد، وأنت على كل شيءٍ قدير. لك الحمد بِالإسلام، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالمال والأهل والمُعافاة، كبتّ عدُوّنا وأظهرْت أمننا وجمعت فِرقتنا، ومن كل ما سألناك ربّنا أعطيتنا؛ فلك الحمد والشُّكر كثيراً كما تُعطي كثيراً. اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرِّضى ولك الحمد على كل حال. لك الحمد كالذي نقول وخيراً مما نقول، ولك الحمد كالذي تقول. اللهم لك الحمد أنت نور السّماواتِ والأرض ومَن فيهِن، ولك الحمد أنت قيّوم السماوات والأرض ومن فيهِن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدُك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيّون حق، ومُحمد حق، والساعة آتيةٌ لا رَيب فيها. اللهم لك الحمد كما هدَيتنا لِلإسلام وعلّمتنا الحِكمة والقُرآن، ولك الحمد على كل شيء.

الرحمن الرحيم

  أتفكّر؛ فأتذكّر لحظات وأيام عصيبة أُجزم يقيناً أنّني ما اجتزتها اجتهاداً وقوّةً منّي ولكنّها رحمة الله أحاطتني وانتشلتني من سوداويّة اللّحظة وكآبة الروح حينها. تسألك البِحار والجبال والدواب أن تهوي بِالإنسان ولكنك لا تزال تُمهِلنا رحمةً، فقط .. لِأنك الله. إنّك رحماناً بِخلقِك جميعاً، مَن أطاع ومن عصى، من استقام ومن مال، من اهتدى ومن غوى، من ضحك ومن بكى، من سبّح ومن شكا، من زهد ومن أسرف، لأنك بنا يا ربِّ أعرف. وكُنت رحيماً رحمة خاصة بِعبادِك المؤمنين، رحمةً تفوق رحمة الوالِدة بِولدها، رحمةً لنا لِترق قلوبنا ونُدرِك أنّك السلام وأنّك منبع الإسلام .. وسلاماً على قلبٍ يحيى بِالقُرآن.

إيّاك نعبُد وإياك نستعين

  معونةٌ منك أرجوها وإنّي دونها ضائع في غياهُبِّ الحياة فاقِداً لِلأمان أسألك يا مَن أودعت إليه الودائع هِدايةً لي ولكل إنسان فإنّا نرتحل من هذه الدنيا حاملين بضائع خُطّت عن أيمانِنا وشمائلنا بِالملَكان الغالِب منها معاصٍ أصبحت هي الطبائع غيّاً من كل شيطان إنسِيّاً كان أو جان بقيتُ على الذّنب جهلاً بِالوقائع ولكن اليقين يؤمّلني لِأنّك الرحمن رحمةً شملت السلف والتبائع فكيف لا تشملني وقلبي يحمل الإيمان إلهي .. علِّمني كيف أراك في الخلْق والروائع وكيف أبتهج بهجة طفلٍ بِالألوان حُبّأ بِك قلّ المَيل إلى المُباح سدّاً لِلذرائع فإنّه منك وبِك القوة وعليك التّكلان.

بسمِ الله الرحمنِ الرحيم

  تعاليم الله لنا تجلّت في آياته الكريمة بِكُل وُضوح، ليس فقط لفظاً وإنّما في سياقِها أيضاً. إن نظرنا وتأمّلنا فَسنجِد أول آيات القرآن الكريم " بسم الله الرحمن الرحيم " وذلك لِيتأكّد لنا حث النبي صلى الله عليه وسلم على البسملة عند بادئ كل أمر؛ فهي مُستحبّة عند الأكل لِما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لربيبه عمر بن أبي سلمة : "يا غُلام سمِّ الله، وكُل بِيمينك، وكل مِمّا يليك"، وعند الجماع لما جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله، اللهم جنِّبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا؛ فإنه إن يُقدّر بينهما ولد لم يضرُّه الشيطان أبداً"، وعند الحديث ومجالِس الذِّكر ...إلخ، كما أنّها واجبة عند الذبح.

توفّني مُسلِماً وألحِقني بالصالحين

  يُذكر أن الآية "ربِّ قد آتيتني من المُلك وعلّمتني من تأويل الأحاديث فاطِر السماوات والأرض أنتَ وليّي في الدنيا والآخرة توفّني مُسلماً وألحِقني بالصالحين" قد أُنزِلت على لسان نبي الله يوسف عليه السلام بعد أن مَنّ الله عليه بإتيانه النبوّة وتخليصه من إثم الوُقوع في الفاحشة والقدرة على تأويل الرؤى وإتيانه المُلك وجمعِه بإخوانه وأبيه ... وغيرها من النعم التي لا نستشعرها لشِدة اعتيادنا عليها كالقُدرة على التنفُّس للبقاء على قيد الحياة! بعد أن استشعر يوسف كل تلك النعم كان أسمى ما يدعو به هو الوفاة على الإسلام لله بالتوحيد واللحاق بالصالحين. وكذا للإنسان عندما يتفكّر في النِّعم التي تُحيط به محاولةً في إحصائها ولا يقدر، يزداد لديه الشعور بالتواضع ومعرفة حجمه ومكانه الطبيعيين في هذا الكون وذلك بدوره يدعو إلى زوال شعور الكِبر والتجبُّر ووقوع الظلم والعدوان على الآخرين. ذات مرة، كنت أتفكّر في المُذنبين (ولا أُحبِّذ لفظ المجرمين) الذين يُعتقلون لدى المخافر على اختلاف مشاكلهم وأخطائهم التي ارتكبوها وتساءلت، ماذا لو أن كل مُذنِب عُرِضت عليه آيات لله سبحانه وتعالى تُشير إلى جزاء ما اقترف

فتوكّل على اللهِ إنّك على الحقِّ المُبين

  في الآية إرشاد إلهي واضح للنبي صلى الله عليه وسلم بالتوكّل عليه في تبليغ الرسالة والدعوة إلى الإسلام مهما تكالب عليه الأعداء من غير المُناصرين، فهو يدعو إلى دين الله الحق ظاهِراً لا مِرية فيه ومَن يدعو إلى ما أتى الله به من الحق أحقُّ بالتوكل عليه من غيره. عندما انتقلت بِدراستي من منطقتي التي نشأت بها إلى منطقة أُخرى كانت أفكاري التي أقوم بِطرحها للمؤسسة التعليمية التي أنتمي إليها كثيراً ما تُواجه بالرفض وكانت الأسباب تعود إلى عدم رؤية المسؤولين ظاهريّاً للنفع فيما أطرح على الرغم من أن تلك الأفكار لم تكن تُقابل بالرفض في المؤسسات التعليمية اللاتي كنت أنتمي إليهن في منطقتي الأُم. في يومٍ ما أصررت على تحويل ما قمت بِتدوينه من أفكار إلى أعمال تُنفّذ على أرضِ الواقع مهما قوبِلَت بالرفض، فقمت برفع خطاب إلى مكتب تعليم المنطقة للنظر والتدقيق في ما أريد القيام بتنفيذه والذي لم يُقبل من المؤسسة التعليمية التي أنتمي إليها. في ظرف شهر استلمت الموافقة العُليا من المكتب وبذلك وافقت المؤسسة وتم بحمدِ الله تعالى تنفيذي للعمل في صورته الأضخم على مستوى المنطقة بحُضور كافة مكاتب تعاليم مُحافظات المنطق

مالِكِ يومِ الدِّين

  إن ملكت ما ملكت في حياتي ولم يُخالط ذلك الشعور شعوراً بالروحانيّة؛ فإنّني حينها مملوكة لِتلك الجمادات لا أملك لنفسي ضرّا ولا نفعاً، لأن شعور التملُّك إن لم يصاحبه شعور بأن الله هو المالِك الأول وصاحب الفضل والمُتفضِّل في اكتساب هذه النعمة فإنه يتحول إلى شعور بالكبرياء خفي ويتفاقم تدريجيّاً دون أن يشعر الإنسان. ملكت نِعِماً كثيرة بِفضلِك لا أُحصيها يا الله، صحة، مال، ستر، قوة، والدين، إخوة، وطن، أمان، ودين ... وإنّي أُشهِدُك أنّك مالكها وأنها أمانةً لدي أستخدمها فيما يُرضيك لأرفع راية ديني وأُعلي كلمتك الحق، إنك مالك قلبي وأعلم بسِرّي وما تكنّه نفسي. أعتقد (والله أعلم) أن الآية هُنا دلالة واختصاراً شديداً على أن كل ما في هذه الدنيا منذ أن خُلِقت إلى فنائها مُلك لله، وذلك لأن الإشارة إلى يوم الدين وهو يوم القيامة هي إشارة إلى انتهاء هذه الدنيا بِما فيها ومِن المُتعارف عليه أن العِبرة والحق دائماً تؤخذ بنهاية الأمور، فعلى سبيل المثال : طالب في كلية الطب أخفق في سنته الأولى لِعدم درايته الكاملة بالتخصّص وكيفية التعامل، البحث، القراءة، والاطّلاع في جوانبه ولكنه بانتهاء تلك السنة أدر