بسمِ الله على دربِهِ أخطو

وعِندما أدركتُ أن السّعادة الحقيقيّة وقيمة الإنسان تكمُن في مِقدارِ عطائهِ وسَعيِهِ في جلبِ السعادة إلى الآخرين وجدتُ أن الطِّب مسيرةً تُحقِّق لي سعادتي بِإبراءِ الألم ودفعِ السّقَم -بِإذنِ الله- ومنحِ الإنسان حياةً أفضل بِالمعيشةِ الكريمة التي لا تشوبُها عِلّة المرض.
منذُ سنواتٍ مضت وعندما خطّت لي أُمّي "رِسالةً تِذكارِيّة" في دفتري الصّغير الذي تملأ صفحاته خربشاتِ الطُّفولة، اختتمتها بِمُلاحظة : "أتمنّى أن تفتحي هذا الدّفتر مرة أُخرى وأنتِ في صُفوفِ الطِّب"!

كنتُ أقرؤها في كلِّ عام ويزدادُ معها إصراري على بُلوغِ مقعد الطِّب البشري وكأنّها تشحذُ مواطِن القُوة بِداخلي.
في يومٍ ما دَعتني إحدى صديقاتي المُقرّبات لِمُرافقتها إلى كُلّية الطِّب، حيث كانت تقوم بِالتحضير لِتخصُّصها الطبي بِكُلِّية الطِّب وكنتُ حينئذٍ بِالصّفِّ الثاني ثانوي، وافقتُ على دعوتها دون تردُّد بَل وكيف لي أن أتردّد!
منذُ ذلك اليوم وتلك اللحظة التي خطَوتُ بها أولى خطواتي إلى كُلِّيتي الحُلم من العام 1436هـ، ما ازددتُ إلا شغفاً ورغبةً بِأن أكون يد الله اليُمنى وأمنح مَن حولي حياةً أفضل وعندها تساءلت : "هل سَأكون على قَدرٍ كافٍ من التهيئة والاستعداد لِأن أصل إلى هذه الكلية وأهتدي بِنورِ الإله فيها"؟
...
إنّني أخُطُّ لكم الأحرُف وقد سُجِّلتُ رسمِيّاً (طالِبة طِب بشري) ونِلتُ هذا الشّرف بِتاريخ 12/10/1437هـ وأتممت المُقابلة الشّخصية بِتاريخ 14/11/1437هـ.
لكَ الحمدُ إذ وهبتني خِدمة العباد ما حيَيت، إنّني أُسطِّر الأحرف إيماناً بِأنّك الأعظم الذي لا يُعجِزه أن يستجيب سُؤلي، ربّ الطِّب والحُب! ما زاد الطِّب في قلبي إلا حُبّك بِأن رزقتني خَشيَتك، فَكُلّما استقيتُ معلومة تبِعَتها "سُبحانك ربِّي ما أعظمك!".
إلهي ما عبدتُك حقّ عِبادتِك ولا شكرتُك حقّ شُكرك، فَياربّ الدواء والسّقم اجعل دراستي لِلطِّب مُحكِمةً لِسدّ ثُغوري وتقصيري وإسرافي في أمري شافِعةً لي لا علَي "واجعلني اللهم مُباركاً أينما كُنت".

تعليقات

  1. انني ارى انسانه ودكتورة عظيمة بين السطور.

    ردحذف
    الردود
    1. وإنَّني أشعُر بِالإلهامِ لِبديعِ ما صنعتهُ أحرفك بِداخلي، مُمتنّة لِكلماتِك.

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وعِبادُ الرحمن الذين يَمشون على الأرضِ هَوناً وإذا خاطبهم الجاهِلون قالوا سلاماً

تطوير التعليم وأهميته

فتوكّل على اللهِ إنّك على الحقِّ المُبين