المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢١

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين

  اللهم لك الحمد كلُّه، ولك الشُّكر كله، وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسِرّه، فأهلٌ أنت أن تُحمد، وأهل أنت أن تُعبد، وأنت على كل شيءٍ قدير. لك الحمد بِالإسلام، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالمال والأهل والمُعافاة، كبتّ عدُوّنا وأظهرْت أمننا وجمعت فِرقتنا، ومن كل ما سألناك ربّنا أعطيتنا؛ فلك الحمد والشُّكر كثيراً كما تُعطي كثيراً. اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرِّضى ولك الحمد على كل حال. لك الحمد كالذي نقول وخيراً مما نقول، ولك الحمد كالذي تقول. اللهم لك الحمد أنت نور السّماواتِ والأرض ومَن فيهِن، ولك الحمد أنت قيّوم السماوات والأرض ومن فيهِن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدُك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيّون حق، ومُحمد حق، والساعة آتيةٌ لا رَيب فيها. اللهم لك الحمد كما هدَيتنا لِلإسلام وعلّمتنا الحِكمة والقُرآن، ولك الحمد على كل شيء.

الرحمن الرحيم

  أتفكّر؛ فأتذكّر لحظات وأيام عصيبة أُجزم يقيناً أنّني ما اجتزتها اجتهاداً وقوّةً منّي ولكنّها رحمة الله أحاطتني وانتشلتني من سوداويّة اللّحظة وكآبة الروح حينها. تسألك البِحار والجبال والدواب أن تهوي بِالإنسان ولكنك لا تزال تُمهِلنا رحمةً، فقط .. لِأنك الله. إنّك رحماناً بِخلقِك جميعاً، مَن أطاع ومن عصى، من استقام ومن مال، من اهتدى ومن غوى، من ضحك ومن بكى، من سبّح ومن شكا، من زهد ومن أسرف، لأنك بنا يا ربِّ أعرف. وكُنت رحيماً رحمة خاصة بِعبادِك المؤمنين، رحمةً تفوق رحمة الوالِدة بِولدها، رحمةً لنا لِترق قلوبنا ونُدرِك أنّك السلام وأنّك منبع الإسلام .. وسلاماً على قلبٍ يحيى بِالقُرآن.

إيّاك نعبُد وإياك نستعين

  معونةٌ منك أرجوها وإنّي دونها ضائع في غياهُبِّ الحياة فاقِداً لِلأمان أسألك يا مَن أودعت إليه الودائع هِدايةً لي ولكل إنسان فإنّا نرتحل من هذه الدنيا حاملين بضائع خُطّت عن أيمانِنا وشمائلنا بِالملَكان الغالِب منها معاصٍ أصبحت هي الطبائع غيّاً من كل شيطان إنسِيّاً كان أو جان بقيتُ على الذّنب جهلاً بِالوقائع ولكن اليقين يؤمّلني لِأنّك الرحمن رحمةً شملت السلف والتبائع فكيف لا تشملني وقلبي يحمل الإيمان إلهي .. علِّمني كيف أراك في الخلْق والروائع وكيف أبتهج بهجة طفلٍ بِالألوان حُبّأ بِك قلّ المَيل إلى المُباح سدّاً لِلذرائع فإنّه منك وبِك القوة وعليك التّكلان.

بسمِ الله الرحمنِ الرحيم

  تعاليم الله لنا تجلّت في آياته الكريمة بِكُل وُضوح، ليس فقط لفظاً وإنّما في سياقِها أيضاً. إن نظرنا وتأمّلنا فَسنجِد أول آيات القرآن الكريم " بسم الله الرحمن الرحيم " وذلك لِيتأكّد لنا حث النبي صلى الله عليه وسلم على البسملة عند بادئ كل أمر؛ فهي مُستحبّة عند الأكل لِما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لربيبه عمر بن أبي سلمة : "يا غُلام سمِّ الله، وكُل بِيمينك، وكل مِمّا يليك"، وعند الجماع لما جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله، اللهم جنِّبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا؛ فإنه إن يُقدّر بينهما ولد لم يضرُّه الشيطان أبداً"، وعند الحديث ومجالِس الذِّكر ...إلخ، كما أنّها واجبة عند الذبح.

توفّني مُسلِماً وألحِقني بالصالحين

  يُذكر أن الآية "ربِّ قد آتيتني من المُلك وعلّمتني من تأويل الأحاديث فاطِر السماوات والأرض أنتَ وليّي في الدنيا والآخرة توفّني مُسلماً وألحِقني بالصالحين" قد أُنزِلت على لسان نبي الله يوسف عليه السلام بعد أن مَنّ الله عليه بإتيانه النبوّة وتخليصه من إثم الوُقوع في الفاحشة والقدرة على تأويل الرؤى وإتيانه المُلك وجمعِه بإخوانه وأبيه ... وغيرها من النعم التي لا نستشعرها لشِدة اعتيادنا عليها كالقُدرة على التنفُّس للبقاء على قيد الحياة! بعد أن استشعر يوسف كل تلك النعم كان أسمى ما يدعو به هو الوفاة على الإسلام لله بالتوحيد واللحاق بالصالحين. وكذا للإنسان عندما يتفكّر في النِّعم التي تُحيط به محاولةً في إحصائها ولا يقدر، يزداد لديه الشعور بالتواضع ومعرفة حجمه ومكانه الطبيعيين في هذا الكون وذلك بدوره يدعو إلى زوال شعور الكِبر والتجبُّر ووقوع الظلم والعدوان على الآخرين. ذات مرة، كنت أتفكّر في المُذنبين (ولا أُحبِّذ لفظ المجرمين) الذين يُعتقلون لدى المخافر على اختلاف مشاكلهم وأخطائهم التي ارتكبوها وتساءلت، ماذا لو أن كل مُذنِب عُرِضت عليه آيات لله سبحانه وتعالى تُشير إلى جزاء ما اقترف

فتوكّل على اللهِ إنّك على الحقِّ المُبين

  في الآية إرشاد إلهي واضح للنبي صلى الله عليه وسلم بالتوكّل عليه في تبليغ الرسالة والدعوة إلى الإسلام مهما تكالب عليه الأعداء من غير المُناصرين، فهو يدعو إلى دين الله الحق ظاهِراً لا مِرية فيه ومَن يدعو إلى ما أتى الله به من الحق أحقُّ بالتوكل عليه من غيره. عندما انتقلت بِدراستي من منطقتي التي نشأت بها إلى منطقة أُخرى كانت أفكاري التي أقوم بِطرحها للمؤسسة التعليمية التي أنتمي إليها كثيراً ما تُواجه بالرفض وكانت الأسباب تعود إلى عدم رؤية المسؤولين ظاهريّاً للنفع فيما أطرح على الرغم من أن تلك الأفكار لم تكن تُقابل بالرفض في المؤسسات التعليمية اللاتي كنت أنتمي إليهن في منطقتي الأُم. في يومٍ ما أصررت على تحويل ما قمت بِتدوينه من أفكار إلى أعمال تُنفّذ على أرضِ الواقع مهما قوبِلَت بالرفض، فقمت برفع خطاب إلى مكتب تعليم المنطقة للنظر والتدقيق في ما أريد القيام بتنفيذه والذي لم يُقبل من المؤسسة التعليمية التي أنتمي إليها. في ظرف شهر استلمت الموافقة العُليا من المكتب وبذلك وافقت المؤسسة وتم بحمدِ الله تعالى تنفيذي للعمل في صورته الأضخم على مستوى المنطقة بحُضور كافة مكاتب تعاليم مُحافظات المنطق

مالِكِ يومِ الدِّين

  إن ملكت ما ملكت في حياتي ولم يُخالط ذلك الشعور شعوراً بالروحانيّة؛ فإنّني حينها مملوكة لِتلك الجمادات لا أملك لنفسي ضرّا ولا نفعاً، لأن شعور التملُّك إن لم يصاحبه شعور بأن الله هو المالِك الأول وصاحب الفضل والمُتفضِّل في اكتساب هذه النعمة فإنه يتحول إلى شعور بالكبرياء خفي ويتفاقم تدريجيّاً دون أن يشعر الإنسان. ملكت نِعِماً كثيرة بِفضلِك لا أُحصيها يا الله، صحة، مال، ستر، قوة، والدين، إخوة، وطن، أمان، ودين ... وإنّي أُشهِدُك أنّك مالكها وأنها أمانةً لدي أستخدمها فيما يُرضيك لأرفع راية ديني وأُعلي كلمتك الحق، إنك مالك قلبي وأعلم بسِرّي وما تكنّه نفسي. أعتقد (والله أعلم) أن الآية هُنا دلالة واختصاراً شديداً على أن كل ما في هذه الدنيا منذ أن خُلِقت إلى فنائها مُلك لله، وذلك لأن الإشارة إلى يوم الدين وهو يوم القيامة هي إشارة إلى انتهاء هذه الدنيا بِما فيها ومِن المُتعارف عليه أن العِبرة والحق دائماً تؤخذ بنهاية الأمور، فعلى سبيل المثال : طالب في كلية الطب أخفق في سنته الأولى لِعدم درايته الكاملة بالتخصّص وكيفية التعامل، البحث، القراءة، والاطّلاع في جوانبه ولكنه بانتهاء تلك السنة أدر

واجعلهُ ربِّ رضيّاً

  ممّا شُرِع وجرَت عليه العادة أن يؤذّن في الإذن اليُمنى ويُقام في الإذن اليُسرى للِمولود الرضيع كنوع من الاستنان بِما ذُكِر عن النبي صلى الله عليه وسلم وجاء به بعض السلف الصالح كعُمر بن عبد العزيز، وإنِّي لأرى أن يدعو كُلّاً من الوالِد والوالدة بِما دعا به زكريّا عليه السلام لابنه يحيى "واجعله ربِّ رضيّاً" لفيه من الخير العظيم والبركة بإذن الله للمولود إذ أنّه لفظ ثابت في القرآن بِخلاف عادة الأذان والإقامة التي وردت في أحاديثٍ متنها ضعيف، ولكن لا بأس في القيام بها.

والله يعلمُ وأنتُم لا تعلمون

في ظاهِر كل ضائقة تمُر بنا شيئاً من الشعور بِالجزَع وسؤالاً كلَماذا قد يكتب لنا الله أن نقع في مثل تِلك الضوائق ولماذا اختارنا نحن من دونِ سائر الخلق؟ في الرابعة عشر من عمري عندما كنت في السنة الثانية من المرحلة الدراسية المتوسطة كان قد اجتمع جميع أفراد عائلة والدتي في منزل جدتي لحضور حفل العشاء الذي رتّبت له خالتي التي تقطن بنفس المنزل (منزل جدتي)، ذلك الحفل كان في الإجازة الصيفية أي بعد انتهاء العام الدراسي وكنت حينها أحضِّر للانتقال إلى السنة الثالثة من المرحلة الدراسية المتوسطة. بينما نحن، أنا وأبناء وبنات خالاتي، نتبادل أطراف الحديث في صالة المنزل إذ بوالدتي تخرج حامِلةً بيدها اليمنى هاتفها النقّال وبيدها اليسرى تحمل منديلاً ورقيّاً لتمسح الدموع من عينيها! كانت مُتجِهة إلى غرفة نوم جدتي لأنها لم تكن تستطيع الحِراك لتشارك خالاتي الجلوس مع الضيوف واستقبالهم. لحقت بها لأنظُر ماذا حدث حتى تخرج بذاك المنظر من مجلس الضيوف وسمعت الآتي : -          والدتي : أمي، الحمد لله لقد صدر تعييني في وزارة التعليم من ضِمن جُموع القرارات التي تم إصدارها من الديوان الملكي. -          جدتي : حمدا

وإنّه لهُدىً ورحمةً للمؤمنين

  أؤمن أن الهُدى، كل الهدى، بين ثنايا طيّات صفحات القرآن الكريم. عندما أمُر بضائقة لم يسبِق لي أن مررت بها وأتوه في تحديد الطريق الصائبة لعُبورها، أعود إلى آيات الكتاب العظيم وإلى ذلك الذِّكر المحفوظ منذ 14 قرناً. ما أن أبتدئ بقراءة السورة التي تحمل آياتها قصة تشابه خطوطها العريضة تلك المكوِّنة لقصة ضائقتي حتى يغمرني الإلهام الإلهي ويرشدني إلى جادّة الصواب. لدي إيمان عميق بأن مفاتيح الحلول لتِلك المشاكل والمصائب التي تُنغِص علينا حياتنا توجد في القرآن الكريم وإن لم يكن يوجد المفتاح بتوجيه إلهي صريح فإن خارطة الطريق الموصلة إليه ستكون هي البديل عنه، وفي هذا إشارة صريحة لأهمية إعمال العقل وتطبيق فقه القياس على مسائل القرن الواحد والعشرين لتُثبَت كلمة الله بأن الإسلام هو الديانة السماوية الخاتمة والأخيرة والتي تواكب وتجاري جميع العصور لمُختلَف الأمم مهما تعدّدت واختلفت اللهجات، الأشكال، والألوان. إن من رحمة الإنسان بنفسه أن يتّبِع التعاليم الإلهية ويطبقها لتتحقق له بها أقصى درجات السلام وعَيش أقل درجات المُكابَدة الدنيويّة، لأن الروح رداء شفاف رقيق يكسونا من الداخِل وينعكس مدى طُهره علي

ورتِّل القُرآن ترتيلاً

إن في ذكر الله لراحة يطمئن بها الكثير من غير المُسلمين، فكيف بالمسلم ذاته؟ والشواهد على ذلك كثيرة، ومن أشهرِها ما قاله الطبيب والسياسي الفرنسي فيليـﭗ غرنييه حينما سُئل عن سبب دخوله في الإسلام فأجاب : "إنّني تتبّعت كل الآيات القرآنية التي لها ارتباط بالعلوم الطبية والصحية والطبيعية، والتي درستها مُنذ صِغري وأعلمها جيّداً، فوجدت هذه الآيات مُنطبقة كل الانطباق على معارفنا الحديثة، فأسلمت؛ لأنني تيقّنت أن مُحمّداً أتى بالحق الصُّراح قبل ألف سنة، من قبل أن يكون هناك مُعلِّم أو مُدرِّس من البشر، ولو أن كل صاحب فن من الفنون أو عِلم من العلوم قارن كل الآيات القرآنية المرتبطة بِما تعلّم جيّداً -كما قارنتُ أنا- لأسلم بِلا شك، إن كان عاقِلاً خالياً من الأغراض". ما قاله غرنييه كان نابِعاً عن إيمانه بما قرأ في القرآن الكريم، وأُعاودها لأكتب .. بما قرأ فقط! فكيف بك إذا كنت مُرتِّلاً تُجيد التغنّي بالقرآن؟ إن في إتقان تجويد آيات الله لسحابة من الطمأنينة تجول في سماء النفْس وتطهُّرها من "بسم الله الرحمن الرحيم" إلى "من الجِنّة والناس"، ولا عجب فيما قاله غرنييه وآخرو

وعِبادُ الرحمن الذين يَمشون على الأرضِ هَوناً وإذا خاطبهم الجاهِلون قالوا سلاماً

  إن الآيات من ثلاثة وستون إلى سبعة وسبعون في سورة الفرقان حملت صفات العباد الذين يستحقّون بها منزِلة رفيعة من الجنة والتي أُشير إليها في الآية الكريمة رقم خمسة وسبعون بـ (الغُرُفة) "أولئك يُجزَون الغُرُفة بِما صبَروا ويُلَقّون فيها تحيةً وسلاماً"، ولكنني اقتصرت بالذِّكر على الآيتين الأولى من تلك الآيات ليكون الاستشهاد بموقف أذكره أبلغ ومُطابِق لتلك الآيتان واللتان تحملان صفتين من صفات أهل المنزلة الرفيعة من الجنة. في إحدى مراحل عمري وعندما انتقلت من مدرسةِ إلى أخرى تختلف بيئتها ويختلف نهجها عن تلك التي اعتدت عليها منذ الصِّغر واجهت العديد من الإساءات فيما يتعلّق بلهجة حديثي، حجابي، مُعتقداتي، وما أؤمن بِه .. لم أكُن أُحسِن الرد على المُسيئين وبدلاً من ذلك أُطأطئ رأسي حُزناً على ما فقدت من ثقافة التعايش في مدرستي التي تسبقُها. كنت كثيراً ما أهرع إلى القرآن الكريم لأتدبّر بعض الآيات وأستشعر المُواساة الإلهية. مرة، في أثناء قراءتي وتدبُّري أتت عينيّ على الآيتين : "وعبادُ الرحمن الذين يمشون على الأرضِ هَوناً * وإذا خاطبَهُم الجاهلون قالوا سلاماً" شعرت حينها أن الله يوج

وقالوا يا أيّها الذي نُزّل علَيه الذِّكر إنّك لَمجنون

هذه الآية دعوة إلى كل صاحب رؤية، فِكرة، أو حلم لم يؤمَن بها من قِبَل مَن حوله على أن يتمسّك بها ويُجاهد في سبيل تحقيقها، إن كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيّد الخلق والبشر وحامل الرسالة السماوية الخاتمة لجميع الرسائل السابقة لم يسلَم من الأذى والحديث البذيء عليه وعلى ما أُرسِل به، إذاً فماذا عنك أنت أيُّها الحالِم؟ ما دُمت لم تتجاوز حُدود الله فيما تحلم به وتطمح إليه فلا يصُدنّك عن السعي إلى تحقيقه شيء. إن الطموح والرؤية والهدف مهما بدى غريباً هو ما يجعل شعلة الشغف لدى الإنسان موقدة لتُحفِّزه على أن يستخدم ذلك الإبداع الإلهي الكامِن في عقله عن طريق تكريم أفكاره بترجمتها إلى مهام وغايات يسعى إلى تحقيقها. لا أعلم كيف يمكن للمرء أن يُجابه الحياة دونما أيّة أهداف! وأهداف تعني أسباب يجد أنّه يعيش لأجلها أيّاً كانت تلك الأسباب أو الأهداف .. قد تكون دينية ببلوغ مراتب أعلى في العبادة، وقد تكون علمية كالحصول على درجة علمية أعلى في مجالٍ ما، وقد تكون اجتماعية كإقامة مشاريع تُحسِّن من حياة الناس،   وقد تكون تلك الأهداف جامعة بين أمرين فيكون النفع بها على المستوى الدنيوي وكذلك حُصول الأجر وال

وما أُبرّئ نفسي إن النفس لأمّارةٌ بالسوء إلّا ما رحِم ربّي

يا رب .. لا أُبرّئ نفسي من أي ذنبٍ اقترفتُه عليها وظلمتها به، ولكنني أعلم أن سبب استمراري في خَوضه هو عِلمي ويقيني بوُسع باب التوبة إليك وعظيم كرمِك وحلمك على الخاطئين. اللهم إن النفس قد عاثت بنفسِها فساداً تكبٌّراً واغتِراراً ولا ينقذني من شرِّها وشر ما جُبِلَت عليه إلا رحمتك التي وسعت المُذنب والبار. وكيف لا وأنت القائل : " يا ابن آدم إنّك ما دعَوتني ورجَوتني غفرتُ لك على ما كان فيك ولا أُبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذُنوبُك عنان السماء ثم استغفرتني غفرتُ لك ولا أُبالي، يا ابن آدم إنّك لو أتَيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تُشرِك بي شيئاً لأتَيتُك بِقُرابها مغفِرة". النفس دائماً ما تصحبُني إلى غياهُب بئر الذنب والضمير يُشعِل ناره إيذاناً لِحرب بينه وبين شيطان نفس جزاؤه تّب أطمع بِنصرٍ من لدُنك مولاي ما دُمت الرب فإنّه لن ينفعُني مالٌ ولا ولدٌ ولا أب يوم يُساق المُهلَكون إلى جهنّم سَوق الحطب إلى نارٍ بريقُها اللهب أسألك اللهم نجاةً لي منها لا عذاباً كعذابِ أبي لهب وعَيشاً هنيئاً مريئاً في جنةٍ أبوابها تُفتح لكل مَن تاب وأناب عن الذنب فطلب الصفح والعفو

يا أيّتُها النفس المُطمئنة ارجعي إلى ربكِ راضيةً مَرضيّة

إنّني لأعجَب من رُدود أفعالِ مُعظَم الذين يفقدون شخصاً أو حتى أشخاصاً لهم مهما كانت قدرهُم أو معزّتهم، تلك الرّدود التي لا تُمثِّل عبداً مؤمناً قانِعاً راضياً بقَدَر الله تعالى من النحيب، العويل، السخَط، الجزَع، اللّطم، وغيرها من الأفعال التي لم يُنزِل الله بها من سلطان! أعجب لِتلك الأفعال والله قد وصف حال نفس مَن قُبِضت روحه بالاطمئنان والاطمئنان يُعزِّز الشعور بالأمان، وكيف لا يكون أماناً بل وتشريفاً أن تُقبض روح المرء ليلقى ربّه الذي كفل عَيشه حيّاً يُرزق فكيف إذا ما أصبح في اللحدِ وحيداً عاجِزاً لا حَول له إلا بِه، أتظُن أن ينساه؟ ألا يعلم أولئك الساخطون أن رحمة الله قد أدخلت امرأةً بغيّاً الجنة بسبب سُقياها ماءً لكلب؟ ألا يعلمون أن الله قد جبل الإنسان على الرحمة، إذاً فكيف بِرحمته عزّ وجل؟ قبل ست سنوات من الآن في عزاء جدتي الذي حضره كثيرٌ من الناس، أذكر جيّداً إحدى خالاتي التي كانت تُجسِّد المعنى الحقيقي للصبر والقوة، لم تكُن تبكي بصوتٍ مسموع أو تدخل في نَوبات من الإغماء ونفزع هرعاً لإغاثتها بل كان بكاؤها وحُزنها في قلبها وإذا اشتد عليها ذلك الحزن تساقطت من عينيها بِضع دمعات