وقالوا يا أيّها الذي نُزّل علَيه الذِّكر إنّك لَمجنون

هذه الآية دعوة إلى كل صاحب رؤية، فِكرة، أو حلم لم يؤمَن بها من قِبَل مَن حوله على أن يتمسّك بها ويُجاهد في سبيل تحقيقها، إن كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيّد الخلق والبشر وحامل الرسالة السماوية الخاتمة لجميع الرسائل السابقة لم يسلَم من الأذى والحديث البذيء عليه وعلى ما أُرسِل به، إذاً فماذا عنك أنت أيُّها الحالِم؟

ما دُمت لم تتجاوز حُدود الله فيما تحلم به وتطمح إليه فلا يصُدنّك عن السعي إلى تحقيقه شيء. إن الطموح والرؤية والهدف مهما بدى غريباً هو ما يجعل شعلة الشغف لدى الإنسان موقدة لتُحفِّزه على أن يستخدم ذلك الإبداع الإلهي الكامِن في عقله عن طريق تكريم أفكاره بترجمتها إلى مهام وغايات يسعى إلى تحقيقها. لا أعلم كيف يمكن للمرء أن يُجابه الحياة دونما أيّة أهداف! وأهداف تعني أسباب يجد أنّه يعيش لأجلها أيّاً كانت تلك الأسباب أو الأهداف .. قد تكون دينية ببلوغ مراتب أعلى في العبادة، وقد تكون علمية كالحصول على درجة علمية أعلى في مجالٍ ما، وقد تكون اجتماعية كإقامة مشاريع تُحسِّن من حياة الناس،  وقد تكون تلك الأهداف جامعة بين أمرين فيكون النفع بها على المستوى الدنيوي وكذلك حُصول الأجر والثواب في الآخرة. بالنسبة إلي فإنني إن لم أدوِّن واجبات ومهام اليوم التالي قبل نومي لا أشعر أن لاستيقاظي معنىً ولا أجد قيمتي كإنسانِ خلقه الله ليُعمِّر الأرض. تمسّك بأحلامك وصلِّ لله أملاً في بلوغها وتحقيقها بنيّة سليمة وتذكّر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهم إنِّي أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرُّشد" فقد كان يسأل الله العَون بالثبات على ما قد أُرسِل به أن يُبلّغ وزيادةً في العزيمة على القيام بذلك على الرغم من أن الذين لم يؤمنوا قد نعتوه بالجنون لدعوته إيّاهم إلى تركِ ما قد وجدوا آباءهم وأجدادهم يعبدونه. إن لك في نبيِّك الكريم خير قدوة في الإرادة والطموح. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فتوكّل على اللهِ إنّك على الحقِّ المُبين

والله يعلمُ وأنتُم لا تعلمون

وما أُبرّئ نفسي إن النفس لأمّارةٌ بالسوء إلّا ما رحِم ربّي