المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٧

حين ذِكراك

ذكرتُك؛ فنطقتُك من فاهِ العشق أحرُفاً لا يُتقن عزفها فنّان.

وما كان ربُّك نسِيّاً

كتبتني يا الله مُنذُ الأزل، وسجّلت أقداري في لوحِك المحفوظ، أحكمت تدبير أمري ويسّرت ما يسرت لِرحمتك ثُم أضقت ما أضقت لِحكمتك. إن الشُّعاع الذي يُضيءُ طريقي كان ولازال بِلُطفك، أتعثّر، فأسجُد، فأدعوك؛ لِتُقيمني. واجهتُ مصاعب الحياة وعثرات الطريق في جُنُبك، ما كان يُسقطني شيئاً منها وشُعاعي هو نورك، بِجهالتي ألزمتُ نفسي ما يضيقها فوجدتك تُسيِّرُني إلى سعادتها، أنطق بِكلّا ثم أُبصِرها بِكرمك نعم. أهديتني الألم الذي صنع سعادتي والأثقال التي قوّت كاهلي والغُربة التي ساقتني إليك، كتبت لي الفرح الدائم في آلامي الضيقة وشرعت لي الأسباب العُظمى في حياتي البسيطة. يا إلهي فإنّي أتّبعك وقلبي يهوى ما يتّبع، أكتُبك وأشعر بِمعيّتك، أدعوك يقيناً بِعطائك، وإن نسيَني العالم أجمع فـ" ... ما كان ربُّك نسِيّاً".

اللهم يا رب

ها أنا يا الله أكتبُك رجاء أن تمسح على قلبي بِرحمتك جراء ما أفسدَت به أرقى مخلوقاتك. اللهم إنني لم أكُن لِأضُر شيئاً منهم، ولم أتودّد إليهم إلا صِدقاً. اللهم إنّني لم أعُد أستشعر شيئاً من بهاءِ ما حولي؛ فَيا رب الجمال جمِّل ما قبّحه البشر من صدقِ المشاعر، حقيقة الوفاء، ودِّ الصداقة، وحفظ المعروف حتى أراهم بِعينك لا بعيني وأستندُ إليك لا إلى ظنوني. ربِّ إن الألوان قد بهُتت في عيناي وتشابه أمامي صديقي والعدو، فاللهم أزِل غمامة بُهتانهم إلي وكثرة لغطهم فيما أنتَ به أعلم. ربَّ الأشياء والموجودات، آمنتُ بِأنك لم تكتب لي الألم إلا لِأواجههم بِعظيمِ رحمتك وغُفرانك، وأنه لا يعزُب عليك ما أدموه عبادك في قلبي. ثِقةً بك يا رحيم لم ألجأ إلا إليك ولم أرتجي شيئاً إلا منك، عدتُ بين يدَيك أسألُك النور لِطريقي والهِداية في كل سبيل. أُشهِدُك يا أيُّها الأوحد، أنّني لا أحمل لِعبادك إلا حُبّاً مُنذ أن أريتني إحسانك إلى أن أدركوني بِإساءاتهم.

شيئاً من الماضي

عندما خطَوتُ الخطوة الأولى إلى ذاتِ المكان الذي ضمّ لقاءَنا الأخير، علمت بِأن لا شيء في هذه الدُّنيا يبقى على حاله مهما بدا لك بأن وُعود البقاء تلك صادقة، هي سُنة الله في كَونه وآيتُه في كتابهِ المُحكم "وتِلك الأيّامُ نُداوِلُها بين النّاس" -التغيير- فالأشياء في المكان ذاته لم تختلف ولكنها سُلِبت بريقها وانطفأ وهجُها وأصبحت مقرّاً يدفن بقايا حكايانا لِتُحييها ذاكرتي مرةً أخرى كُلّما مرَرتُ بها. تثاقلَت قدماي التقدُّم والعبور منها دون أن تقف بي من دونِ أن أشعر. جلستُ إلى ظِلِّ شجرة كانت بَذرة صغيرة في أول لقائنا وكم تمنّيتُ لو أن ما كان بيننا قد عمَر ونما كما تلك الشجرة. حقّاً وجدتها خير شهيدٍ علينا، لامستُ الحنان الذي لطالما لم أجِده في سواك على أسطح أوراقها ثم عادت وشاركتني الحزن بِنصفها المشقوق وكأنها تُخبرني أن فساد البشر قد استطال حتى أفسد بهيجها، ولكنني أيضاً وجدت وفائي إليك في أصالةِ جذورها التي مكّنتها من الثُّبوت بِشموخٍ إلى يومنا هذا. لم يتضاءل شيئاً من حبّك في صدري على الرغم من عظيمِ ما أفسدته به، لازالت علاقتي مع ذِكرانا في نماءٍ مُتزايد ولازلت أكتب الأحرف إليك

في لحظةِ انكسارٍ عظيم

وفي لحظةِ انكسارٍ عظيم، نسيتُ كل وعودي وعهودي بِأن لا أعود، تسارعتُ أخطُّ لكِ الأحرف شوقاً أدماني بُكاءً، وفي تلك اللحظة بِالتحديد عندما رأيتكِ تتجاهلين أحرُفي وتقرئينها كما لو أنّكِ تقرئين عُنواناً مُهملاً على هامشِ الصحيفة، علمت أن الحكاية قد انتهت وأن الحبر قد جفّ حُزناً على ما جرى وأن أوراق رسائلنا تمايلَت وانحنت كدَراً على ما حدث. ذهبت أُصلح شيئاً من حُزنها وأرمِّم كسرها؛ فتراءى لي أن الورق يحمل من الحنانِ ما لم يحمله قلب بشر، فالورق احتضن خَيبة أحرُفي وضمّها حتى شكّلت نسجاً من بديعِ صُنع فراقك. تلاشى بريقُ الأشياء من عيناي بِالرُّغمِ من صخبها حولي، لم تعُد تُثيرني قصص الأصدقاء، زهور الربيع، وقهوة الرابعة مساءً، وأخذتُ الكتابة سبيلاً يُخفِّف عنّي عناء هذا الجفاء.

لا لِلنِّسيان

ذاكِرتي القوية ..، قلبي الضعيف .. تخونني ذاكرتي في أقصى مراحل السعادة لِقلبي، تتجبّر بِدهائها في قمعِ بسماتي وتتفنّن صنيعاً في سكبِ فيضٍ من الدُّموع على ورقي. تخونني ذاكرتي عندما لا أذكر لهم سِوى اللحظات السعيدة، بينما يحملون لي الذكرى التعيسة التي لم تكُن إلا بِمحضِ إرادتهم. تخونني ذاكرتي عندما أرى تلك الطفلة تأكل الحلوى بِفرح؛ فأذكُر صديقتي التي تقاسمتُ وإيّاها مرارة الهم حتى أصبح كالحلوى لدي لا أستطعم من مرارته شيئاً. تخونني ذاكرتي عندما تُعيد إليّ مَن رحل وغاب عن سمائي كغِيابِ حبةِ رملٍ في كومةٍ من الطحين. تخونني ذاكرتي عندما أرى مقعداً خالياً إلى جانبِ شخص، لِأذكر المقعد الذي غادرته صديقتي مُودِّعة تاركةً لي وإيّاه ذكرى ذبول الشوق إليها. تخونني ذاكرتي عندما أصِل بائعة الورد؛ فأشتمُّ رائحة عطورِهم بين باقاتها. تخونني ذاكرتي وتُثقل عيناي دمعاً على ما مضى وأسافر إليكم أيُّها الراحلون حُبّاً ذابلاً في سماءِ الكلمات.

أهلاً بِالتّاسعة عشر!

في الخامس عشرة من مايو 2017 م طويتُ صفحات ثمانية عشر عاماً من عُمري، تعلّمتُ بها .. كيف أُمسك القلم وأخُطُّ بُحوراً من الأمنيات وأنّ من اتكل على الله؛ هانَت أمامه كل الصِّعاب وأن قد يُصيب الله قلبك من أقربهم له؛ لِيُريك أنه وحده بك اللطيف وأن الصبر أعظم مُواسٍ في طريقِ الحلم وأن المرض يُريني مَن نسيتُه ولم ينساني وأن الفشل هو أول محطّات النجاح، كما أن أسوأ فشل قد يمُر به الإنسان هو فشله في صناعةِ نفسه وأن أُعامل جميع النّاس بِأخلاقي ومبادئي، لا أخلاقهم ومبادئهم وأن بِرّ الوالدين يُمهِّد أمامك العديد من العقبات التي كادت أن تُوشِك بك دون أن تشعر وأن أقِف دون الحاجة لِلاستنادِ على أي شيء، فاستنادي ومُتّكلي كله إلى الله وأن الشُّكر كلمة بلسم لكُل اعتلالات النفس؛ "فشُكراً لِكُلِّ الرائعين الذين أناروا لي عقلي وأزالوا غيمة جهلٍ اعترتني، شكراً لكل مَن حمل لي ودّاً صادقاً في قلبه وذكرني بين طيّاتِ دُعائه".

إلَيك يا الله

إلَيك يا مَن كنتُ بِجوارهِ قد ودّعتُ الألم والحُزن والأسى أقُصُّ قصتي طمعاً في رُحماكَ وأنتَ أعلم بِحجمِ الأذى سافرتُ يوماً في أرضِك إلى مكانٍ يفوق الوصف في المدى ما كان لي بهِ سِواك صَحبٌ وأنتَ خيرُ من أصطحِبُ في هذه الدُّنى اغترّت نفسي وتعالَت حتى ظنَنتُ أن الحُزن قد ضلَّ طريقه ونسى أن يُصيبني في ذاتي أو فيما أُحبُّ وأعشق وأرى زيّن لي شيطاني أنك الذنب تغفره لِمَن تابَ وأنابَ ودعا فتساهلَت نفسي عِصيانك تعالَيت أن تُعاملني بما عصيتُ وأخطأتُ في الخلا سَهوتُ ونسيتُ يوماً أقِفُ فيه بين يديك طالبةً الصّفح يا خير مَن عفى ما وجدتُ من لذّته شيئاً والمَسير إليك في وحدةٍ خيرٌ من الملا إنهم آذوني وأدركوني بِالوعثاءِ وأنت يا ربُّ بِما تقدّم منهم أدرى أخطأتُ كل الخطأِ حين أمِنتُ بنو بشرٍ نسيتُ أنهم مُساقون إليك تحت الثرى عُدتُ إليك آثرتُ حُبّك على بُهتانِ من تجبّر وافترى يا إلهي إن الذنب قد قصمني وقمع مُهجتي وأنت أحكَمُ فيما ترى ما عهِدتُ من حُسنِ الحياةِ شيئاً في بُعدِك والنّحيبُ على الورى أستغفِرُك تائبةً عن كل ضائقةٍ ألزمتُها نفسي من تقصيرٍ فَكدرٍ فبُكا سُبحانك

ذُبول

كم تمنّيتُ لو أنكِ هُنا تُجاوريني؛ أتأمّلُ جمال وجهك، أرتشي السّعادة من فاهِك، أشكو إليكِ خبيئةً ضاق بها صدري وازداد بها همّي، ثم أُسرِّح من حُسنِ مبسمكِ جدائل الكلمات. في يومٍ ما قرعتي باب قلبي؛ تمهّلتُ عند الفتح! خوف أن يكون ذلك الطارق عابِثاً لا يأبه بِمشاعرِ الآخرين يُربكهم على عجلٍ ثم يمضي تارِكاً خلفه دماراً لا تُرمِّمُه الأيام والسِّنين، وكنتُ دائماً ما أدعو الله أن لا أعيش ما قاسيتُه من عذابِ التعلُّق مرة أُخرى. لم تمضي أياماً حتى وجدتُ نفسي عالقةً بين شِباك قلبك، أتلهّف شوقاً لِلُقياكِ، أحزن إن احتضنكِ الغيابُ عنّي، أخشى عليكِ الألم ثم لا أجِدُ سوى أن أكتُبكِ من العدم. مضَت بنا رياحُ الحُبِّ إلى ما وراءِ العِشق، لم يعُد بِوُسعنا إنكار شيءٍ من ذلك الاهتمام المصحوب بِبريقِ لمعة الحُب. لازِلتُ أذكر جيداً تلك اللحظة التي غزى فيها صوتكِ قلبي لِأولِ مرة في مكالمةٍ فاقت كل معاني الحب حتى يكون بِوُسعي وصفها! ولازلت أذكر نظرة عينيكِ من حولي مخافة أن يحدُث ما قد لا يرضاه حبيبي (قلبكِ)، لازلت أذكر حكايانا، تبسُّمنا، أحضانُنا، خِصامُنا، وكل تفاصيلِنا بِدِقة، لازلت أذكر ذلك الحب الذي أ

اللهُ أكبر!

الله أكبر مُنذ الصِّغر حتى الكِبر الله أكبر عدد ما سأل سائلٌ واستغفر الله أكبر فوق كل همٍّ وكدَر الله أكبر إن لانَ الحجر الله أكبر ما انحسر المطر الله أكبر إن اعترانا الضّجر الله أكبر نوراً مُنيراً من السّماواتِ إلى الأرضِ كما البدر الله أكبر حين لا أقوى على الوجعِ بِالصبر الله أكبر في كل طريقٍ ودبُر الله أكبر من الصباحِ إلى المساءِ وحتى الفجر الله أكبر قُوةً لا ينحني بها ظهر الله أكبر إذ الألم أدمانا؛ فاعتصر الله أكبر إن القلوب هُزِمت من كسر الله أكبر حين تزِلُّ نفسي طريقها؛ فتغدر الله أكبر وأقدر على ما فعله البشر.