كتبتني يا الله مُنذُ الأزل، وسجّلت أقداري في لوحِك المحفوظ، أحكمت تدبير أمري ويسّرت ما يسرت لِرحمتك ثُم أضقت ما أضقت لِحكمتك. إن الشُّعاع الذي يُضيءُ طريقي كان ولازال بِلُطفك، أتعثّر، فأسجُد، فأدعوك؛ لِتُقيمني. واجهتُ مصاعب الحياة وعثرات الطريق في جُنُبك، ما كان يُسقطني شيئاً منها وشُعاعي هو نورك، بِجهالتي ألزمتُ نفسي ما يضيقها فوجدتك تُسيِّرُني إلى سعادتها، أنطق بِكلّا ثم أُبصِرها بِكرمك نعم. أهديتني الألم الذي صنع سعادتي والأثقال التي قوّت كاهلي والغُربة التي ساقتني إليك، كتبت لي الفرح الدائم في آلامي الضيقة وشرعت لي الأسباب العُظمى في حياتي البسيطة. يا إلهي فإنّي أتّبعك وقلبي يهوى ما يتّبع، أكتُبك وأشعر بِمعيّتك، أدعوك يقيناً بِعطائك، وإن نسيَني العالم أجمع فـ" ... ما كان ربُّك نسِيّاً".