شيئاً من الماضي

عندما خطَوتُ الخطوة الأولى إلى ذاتِ المكان الذي ضمّ لقاءَنا الأخير، علمت بِأن لا شيء في هذه الدُّنيا يبقى على حاله مهما بدا لك بأن وُعود البقاء تلك صادقة، هي سُنة الله في كَونه وآيتُه في كتابهِ المُحكم "وتِلك الأيّامُ نُداوِلُها بين النّاس" -التغيير- فالأشياء في المكان ذاته لم تختلف ولكنها سُلِبت بريقها وانطفأ وهجُها وأصبحت مقرّاً يدفن بقايا حكايانا لِتُحييها ذاكرتي مرةً أخرى كُلّما مرَرتُ بها.
تثاقلَت قدماي التقدُّم والعبور منها دون أن تقف بي من دونِ أن أشعر. جلستُ إلى ظِلِّ شجرة كانت بَذرة صغيرة في أول لقائنا وكم تمنّيتُ لو أن ما كان بيننا قد عمَر ونما كما تلك الشجرة. حقّاً وجدتها خير شهيدٍ علينا، لامستُ الحنان الذي لطالما لم أجِده في سواك على أسطح أوراقها ثم عادت وشاركتني الحزن بِنصفها المشقوق وكأنها تُخبرني أن فساد البشر قد استطال حتى أفسد بهيجها، ولكنني أيضاً وجدت وفائي إليك في أصالةِ جذورها التي مكّنتها من الثُّبوت بِشموخٍ إلى يومنا هذا.
لم يتضاءل شيئاً من حبّك في صدري على الرغم من عظيمِ ما أفسدته به، لازالت علاقتي مع ذِكرانا في نماءٍ مُتزايد ولازلت أكتب الأحرف إليك علّها تصلك في الوقتِ المنشود.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وعِبادُ الرحمن الذين يَمشون على الأرضِ هَوناً وإذا خاطبهم الجاهِلون قالوا سلاماً

تطوير التعليم وأهميته

فتوكّل على اللهِ إنّك على الحقِّ المُبين